تدبر سورة الفرقان

في هذا الكتاب تفسير لسورة “الفرقان” حيث عمل المؤلف على إبراز ما في السورة ممّا يتعلَّق الدعوة إلى الله تعالى، وتبصير الدُّعاة بأصول الدعوة وطرائقها، وواجبات الداعي، وصفاته النفسيَّة والسلوكية.
وقد استعان فيما كتب المفسِّرون وما ورد في المأثور حولها، ثمَّ شرع في تدبُّرها وفق ما يلي: أولاً: الإهتمام بالنظرة الكليَّة الشاملة، القائمة على أنَّ السورة ذات موضوع واحد، بمفهوم وحدة موضوع السورة القرآنية الذي بسطته بفتح من الله تبارك وتعالى في القاعدة الثانية من كتابي “قواعد التدبُّر الأمثل لكتاب الله عزَّ وجلّ” مع كشف إرتباط آياتها ومعاني جملها بعناصر هذا الموضوع؛ ثانياً: الإهتمام بالنظرات التفصيليَّة للمعلومات والقضايا والأفكار الواردة فيها بصريح اللفظ وغير صريحة، والمستنبطة من المطويات في النصّ، ومن لوازمه الفكرية، بتحليل للنصّ ملتزم بما يمكن الإهتداء إليه ضمن قواعد الفكر وضوابط المعرفة، وقواعد اللُّغة وأساليبها، في حقيقتها ومجازاتها وكنياتها ونحو ذلك.

أما ثالثاً: الإهتمام بإلْقاء الضوء على ما يتَّصل بالدعوة وطرائقها وواجبات الداعي ووظيفته وصفاته النفسيَّة والسلوكية، رابعاً: الإهتمام بإبراز تسلسل البناء الفكري لبعض الموضوعات القرآنية التي اشتملت عليها السورة، متتبعاً مراحل التنزيل، مع كشف ظاهرة التكامل فيما بينها، والتدرج التعليمي والتربوي، خامساً: التقيَّد بسائر القواعد التي فتح الله تعالى بها عليّ فيما كتبته في كتابي “قواعد التدبُّر الأمثل لكتاب الله عزَّ وجلّ”، ولا أزعم أنني استطعت إلتزامها تماماً كما ينبغي، فكتاب الله عزيز غالب غير مغلوب، سادساً: إتباع السورة بملاحق حول قضايا متًّصلة بها، أو مقتبسة منها تمثل موضوعات مهمة.